12,549 مشاهدة | 28 ديسمبر 2015

أما يكفيه أني بقلبه | عشقيات ابن عربي

بصوت د. علي بن تميم

سلسلة جديدة بعنوان "عشقيات ابن عربي" تضم أجمل قصائد الفيلسوف محي الدين بن عربي، والذي ولد في مرسية في الأندلس العام 1164، وتوفي في دمشق العام 1240. وفي هذه الأبيات يستمر الشيخ الأكبر ابن عربي متأملا ما وراء الحجاب شوقا وتطلعا إلى إماطة اللثام عنه وكشف ما خلفه، وما أن يبلغ كنه الجمال وجوهره إلا ويجد نفسه منهارا، فهو الضعيف الذي لا يقوى على إدراك خفايا الجمال الأروع الذي لا يمكن ملامسته أو مشاهدته، كما تقول الحبيبه، وكفى أن يشعر به المحبوب في قلبه، ذلك لأن الشعور بالجمال هو المشاهدة الحقيقية، يقول:

مَا طَلَعَتْ أَهِلَّة بِأُفقِ ذَاكَ المَطْلَعِ
إِلَّا وَدِدْتُ أَنَّهَا مِنْ حَذَرٍ لَمْ تَطْلَعِ
يَا دَمْعَتِي فَانْسَكِبِي، يَا مُقْلَتِي لَا تُقْلِعِي
يَا زَفْرَتِي خُذْ صُعُدا، يَا كَبِدِي تَصَدَّعِي
وَأَنْتَ يَا حَادِي اتَّئِدْ، فَالنَّارُ بَيْنَ أَضْلُعِي
قَدْ فَنِيَتْ مِمَّا جَرَى خَوْفَ الْفِرَاقِ أَدْمُعِي
حَتَّى إِذَا حَلَّ النَّوَى لَمْ تَلْقَ عَيْناً تَدْمَعِ
يَا قَمَراً تَحْتَ دُجىً خُذْ مِنْهُ شَيْئاً وَدَعِ
وَزَوِّدِيهِ نَظْرَةً مِنْ خَلْفِ ذَاكَ الْبُرقُعِ
لِأنَّهُ يَضْعُفُ عَنْ دَرْكِ الْجَمَالِ الْأَرْوَعِ

*********
سلامٌ على سلمى ومَنْ حلّ بالحِمَى وحقَّ لمثلي رقة أنْ يسلِّما
وماذا عليها أنْ تردَّ تحيَّة علينا ولكنْ لا احتكامٌ على الدُّمى
سروا وظلامُ اللَّيلِ أرخى سدولهُ فقلتُ لها صبَّا غريباً متيَّماً
أحاطتْ بهِ الأشواقُ صونا وأوصدتْ لهُ راشقاتُ النُّبلِ أيَّانَ يمَّما
فأبدتْ ثناياها وأومضَ بارقٌ فلم أدرِ مَنْ شقّ الحَنَادِسِ منهُما
وقالت: أما يَكفيهِ أنّي بقَلْبِهِ يشاهدُني في كلّ وقْتٍ أمَا أمَا

المزيد

الأكثر مشاهدة