10,453 مشاهدة | 18 يناير 2016

رأى البرق شرقيا | عشقيات ابن عربي

بصوت د. علي بن تميم

سلسلة جديدة بعنوان "عشقيات ابن عربي" تقدم أعذب قصائد محي الدين بن عربي وأزهاها، والذي ولد في مرسية في الأندلس العام 1164، وتوفي في دمشق العام 1240. وفي هذه الأبيات يتوجه سلطان العارفين ابن عربي إلى حكمة الجمال وجمال الحكمة أينما كانتا، سواء أكانتا في الشرق أم الغرب، ذلك أن الحكمة لا حدود لها ولا مكان، ومن يطلبها قد لا يجدها عند شخص بعينه، إن الحكمة على هذا الأساس لمحة تحتاج إلى تبصر ومطالعة واستبطان مستمر، قد يظن من يحاول الوصول إليها بأنها بعيدة عنه زمانيا ومكانيا، لكنه ينسى بأن ما يبحث عنه من جمال وحكمة ونور موجود في قلبه وبين ضلوعه، قريبا منه وليس بعيدا، لكن العبرة في نظر ابن عربي رحمه الله، ليس في القبض على الحكمة والوصول إليها، فهذا أمر محتم، بل هي إما أن تكون اشتعالا وسعيا إلى تجديد الرحلة أو موتا وانطفاء واكتفاء، وفي الحالة الأولى تكون الحياة والبداية المستمرة، أما في الحياة الثانية فيكون الموت والنهاية المقدرة، يقول:
رأى البرْقَ شرقيّاً، فحنّ إلى الشرْقِ
ولو لاحَ غربيَّاً لحنَّ إلى الغربِ
فإنّ غَرامي بالبُرَيْقِ ولمحِهِ
وليسَ غرَامي بالأماكِنِ والتُّرْبِ
رَوَتْهُ الصَّبَا عنهُمْ حَديثاً مُعَنْعَناً
عن البثّ عن وَجدي عن الحزْن عن كربي
عن السكرِ عن عقلي عن الشوق عن جوًى
عن الدَّمعِ عن جفني عن النَّارعن قلبي
بأنّ الذي تهواه بينَ ضُلوعكم
تقلِّبهُ الأنفاسُ جنباً إلى جنبِ
فقلتُ لها: بلِّغ إليهِ فإنَّهُ
هو الموقِدُ النّارَ التي داخلَ القلبِ
فإن كان إطفاءٌ، فوَصْلٌ مُخلَّدٌ،
وإن كان احراقٌ، فلا ذنبَ للصّبّ

المزيد

الأكثر مشاهدة