18,667 مشاهدة | 21 يناير 2016

حار أرباب الهوى وارتبكوا | عشقيات ابن عربي


بصوت د. علي بن تميم

سلسلة جديدة بعنوان "عشقيات ابن عربي" تقدم أعذب قصائد محي الدين بن عربي وأزهاها، والذي ولد في مرسية في الأندلس العام 1164، وتوفي في دمشق العام 1240. وفي هذه الأبيات يحار سلطان العارفين ابن عربي ويرتبك مثلما ارتبك من هم قبله في الهوى والعشق، إذ مالك القلب لايدري أنه يحمل القلب معه في رحيله، عندها مهما حاول العاشق أن يداري شوقه، فإنه لا محالة مكشوف، فدمعه أبدا فاضحه، ومهما بدا قويا فإن الفراق هازمه، إذ الخوف كل الخوف من المحاسن التي تتجسد في مرآة الإنسان فتتملكه في حله وترحاله وتربكه كلما تذكر من رحل، هل كان نجا أم هلك، يقول:

ليت شعري هل دروا ... أيّ قلب ملكوا
وفؤادي لو درى ... أيّ شعب سلكوا
أتراهم سلموا ... أم تراهم هلكوا
حار أرباب الهوى ... في الهوى وارتكبوا
-----

ما عسى تغنيكَ منهمْ نظرة هي إلاَّ لمحُ برقٍ برقا
من لبثِّي، من لوجدي، دلَّني من لحزني، من لصبٍّ عشقا
كلما صنت تباريحَ الهوى فَضَحَ الدّمعُ الجَوَى والأرَقَا
فإذا قلتُ: هبوا لي نظرة ! قِيلَ ما تُمنَعُ إلاّ شَفَقا
------

إِنّي عَجِبتُ لِصَبٍّ مِن مَحاسِنِهِ تَختالُ ما بَينَ أَزهارٍ وَبُستانِ
فَقُلتُ لا تَعجِبي مِمَّن تَرَينَ فَقَد أَبصَرتِ نَفسَكَ في مِرآةِ إِنسانِ
-----
هَيْفاءُ ما تَهْوَى الذي أهوَى ولا تَفِ للّذي وعَدَتْ بصِدْقِ الموْعِدِ
سَحَبَتْ غَدِيرَتَها شُجاعاً أسوداً، لتُخيفَ مَن يَقفُو بِذَاكَ الأسْوَدِ
واللهِ ما خفتُ المَنونَ، وإنَّما خوْفي أموتُ، فلا أراها في غَدِ

المزيد

الأكثر مشاهدة