11,439 مشاهدة | 7 مارس 2016

من مغازل الحلاج l كتبت إلى روحي بغير كتاب

بصوت د. علي بن تميم

سلسلة جديدة بعنوان "من مغازل الحلاج" تضم أجمل قصائد حسين بن منصور الحلاج المتوفى في القرن الرابع الهجري، وفي هذه الأبيات يشعّ سراج الحلاج ويضيء وتنير مغازله وتسفر، رغم توالي الأقدار عليه ووقوعه في الظلمة، مصورا حالته كحال من قيّدت يداه وألقي في البحر ثم قيل له بتحد صعب: إيّاك والابتلال بالماء، لكن الرؤية البعيدة التي يكون فيها هو نفسه الرائي والمرئي تمكنّه من تجاوز الاختبار الصعب والوصول إلى من يحبّ، كيف لا وهو من جعل الحبيبة القصد والمعنى والسر والنجوى، ناداها وظل كمن ينادي نفسه من شدة الانعتاق والاتصال، ثم كتب إليها دون أحرف، تلك كتابة الروح ترسم بلا حبر وتفهم بلا خطاب، يقول:

ما حيلة العبد و الأقدار جارية … عليه في كل حال، أيها الرائي؟
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له … إياك إياك أن تبتل بالماء
-------
و أيّ أرض تخلو منك حتّى تعالوا يطلبونك في السمـاء
تراهم ينظرون إليك جهـراً وهم لا يبصرون من العماء
--------
لبّيكَ لبّيكَ يا سرّي ونجوائـــي لبّيك لبّيك يا قصدي ومعنائـي
أدعوك بلْ أنت تدعوني إليك فهـلْ ناديتُ إيّاك أم ناجيتَ إيّائـــي
-------
كتبتُ ولم أكـُتبْ إليك وإنـّما كتبتُ على روحي بغير كتابِ
و ذلك أنّ الروح لا فرق بينها و بين مُحِبـيِّها بِفَصْلِ خطاب
--------
طلعت شمس من أحب بليل فاستنارت فما لها من غروب
من أحب الحبيب طار إليه اشتياقا إلى لقاء الحبيب

المزيد

الأكثر مشاهدة