بصوت د. علي بن تميم
سلسلة جديدة بعنوان "من مغازل الحلاج" تضم مقطوعاته الموغلة في الحس، المازجة بين الروح والجسد في صفاء الحياة ورونقها الباذخ، أجمل أبيات حسين بن منصور الحلاج المتوفى في القرن الرابع الهجري، وفي هذه الأبيات تصبح نظرة الحبيبة فوزا بالجمال ورؤية للبهاء الساطع الذي يتصدر كل إشراق، إنه جمال لا يكاد يظهر حتى يغيب مثل المعاني الطاهرة التي تدعو النفوس المشتاقة وتدل على العشق الأبدي، ومن يبصرها يفنى ويغيب عمن حوله، ويتساءل كيف السبيل إلى العاشقة التي امتزج روحها في روح العاشق وأصبحا كوكبا واحدا، ولذلك فأي ألم يمسها يشعر به الحبيب، وأي ألم يمسه تشعر به الحبيبة، يقول:
طوبى لطرف فاز منك بنظرة أو نظرتين
ورأى جمالك كل يوم مرة أو مرتين
أنت المقدم في الجمال , فأين مثلك أين ؟ أين ؟
-------
فيك معنى يدعو النفوسَ إليك ودليل يدلّ منك عليْـك
لِـيَ قلـبٌ له إليك عيـونٌ ناظراتٌ وكلُّهُ في يدَيْك
--------
لا كنت إن كنت أدري كيف السبيل إليك
أفنيتني عن جميعي فصرت أبكي عليك
-------
هّمي بـه وَلَـه عـليـك يا من إشارتنا إليك
روحان ضمهما الهَوَى فيما يليك وفي يديـك
--------
مُزِجت روحك في روحي كما تمزج الخمرة بالماء الزلال
فـإذا مسَّـك شيء مسّنــي فإذاً أنت أنا في كلّ حـال
----------
جبلت روحك من روحي كما يجبل العنبر بالمسك العبق
فإذا مسك شيء مسني فإذا أنت أنا لا نفترق
--------