24,306 مشاهدة | 27 أكتوبر 2016

من فرائد أبي نواس | ديني لنفسي ودين الناس للناس

اختيار وإلقاء د. علي بن تميم

إنه أبو نواس، الشاعر الفريد الذي لا ند له بين شعراء العرب، يبهر قارئه متنقلاً بين أغراض الشعر المختلفة، من الغزل إلى الخمريات إلى الوصف إلى قصائد التسابيح والزهد.

إنه أبو نواس، الحسن بن هانئ الحكمي الدمشقي، أشهر شعراء العصر العباسي، صاحب البصمة التي لا تضاهى في ديوان العرب، فقيه العشق، ساقي الشعر، المجدّد السبّاق، الماجن الزاهد، قيل عنه: "من طلب الأدب، فلم يروِ شعر أبي نواس فليس بتامّ الأدب".

في هذه السلسلة التي يقدمها 24، يصحبنا صوت الدكتور علي بن تميم مع فرائد أبي نواس، درره الكامنة، نفائس شعره، لآلئ عشقه.

هنا مختارات من أجمل قصائده:

إني عَشِقتُ وما بالعشقِ من باسِ، ما مرّ مثْلُ الهوى شيءٌ على راسي
مالي وللنّاسِ، كمْ يَلْحَوْنَني سَفَهاً، دِيني لنفْسي ودينُ الناسِ للناس
مـا للْعُـداةِ، إذا ما زُرْتُ مالِكَتي، كأنّ أوْجُهَهُمْ تُطْلى بأنْقاسِ
الله يعْلَمُ ما تَرْكي زيارَتكمْ، إلاّ مخافـةَ أعـدائـي وحُــرّاسي
ولو قـدرْنَا على الإتْيانِ جئتُكُمْ سعْياً على الوجهِ أو مشْياً على الراسِ
وقد قرأتُ كتاباً من صحائفكمْ لا يـرحمُ الله إلاّ راحمَ النّاسِ

***
سبحانَ علاَّمِ الغيوبِ عَجَباً لتَصريفِ الخُطوبِ
تَغدو عَلى قَطفِ النُفوسِ وَتَجتَني ثَمَرَ القُلوبِ
حتى متى، يا نفسُ، تَغَـتَرّينَ بالأملِ الكذوبِ
يا نَفسُ تُوبي قَبلَ أنْ لا تَستَطيعي أنْ تَتُوبي
وَاِستَغفِري لِذنوبِكِ الرَحمَنَ غَفّارَ الذُنوبِ
إِنَّ الحَوادِثَ كَالرِياحِ عَلَيكِ دائِمَةَ الهُبوبِ
والموتُ شرعٌ واحدٌ، والخلْقُ مختلفو الضّروبِ
والسّعْيُ في طَلَبِ التُّقَى، من خير مكسَبة الكسوبِ
وَلَقَلَّما يَنجو الفَتى بِتُقاهُ مِن لُطَخِ العُيوبِ

المزيد

الأكثر مشاهدة