12,711 مشاهدة | 13 يناير 2016

عيون تعودن رشق الحشا | عشقيات ابن عربي

بصوت د. علي بن تميم

سلسلة جديدة بعنوان "عشقيات ابن عربي" تقدم أبهى قصائد المتصوف الكبير محي الدين بن عربي وأجملها، والذي ولد في مرسية في الأندلس العام 1164، وتوفي في دمشق العام 1240. وفي هذه الأبيات يعلي سلطان العارفين ابن عربي من شأن البرقع، رمز الجمال الساطع، البرقع الذي يتجلى على وجه الحبيبة، ولذا فإنها لو كشفت عن وجهها له لزادته عذابا، إنه قد عشق الذهب لأن مفرق الحبيبة كله حسن وبريق لامع، حسن لا يقارن بأي حسن، إذ يكفيه أن يكون عربيا ليهواه العربي، ولذا فهي فريدة استثنائية لا يشبهها أحد، ولا تشبه إلا نفسها، يقول:

يا قمرا في شفق من خفر في خدّه لاح لنا منتقبا
لو أنّه يسفر عن برقعه كان عذابا فلهذا احتجبا
مذ عقد الحسن على مفرقها تاجا من التبر عشقت الذهبا
لا عجب لا عجب لا عجبا من عربي يتهاوى العربا
يفنى إذا ما صدحت قمرية في ذكر من يهواه فيه طربا
-----
فكلُّ خرابٍ بها عامرٌ وكُلّ سَرَابٍ بها غادقُ
وكُلّ رِياضٍ بها زاهِرٌ، وكلُّ شرابٍ بها رائقُ
فليلي منْ وجهها مشرقٌ، ويَوْميَ من شَعرِها غاسِقُ
لقدْ فلقتْ حبَّة القلبِ إذ رماها بأسهمها الفالقُ
عيونٌ تعودنَ رشقَ الحشا، فليسَ يطيشُ لها راشقُ
----

غازلت من غزلي منهن واحدة ... حسناء ليس لها أخت من البشرِ
إن أسفرت عن محياها أرتك سناً ... مثل الغزالة إشراقاً بلا غبرِ
للشَّمسِ غرَّتها، للَّيلِ طرتها .... شمسٌ وليلٌ معاً من أعجبِ الصّوَرِ
فنحن بالليل في ضوء النهار بها ... ونحن بالظهر في ليل من الشعر

المزيد

الأكثر مشاهدة