13,628 مشاهدة | 28 يناير 2016

مرضي من مريضة الأجفان | عشقيات ابن عربي

بصوت د. علي بن تميم

سلسلة جديدة بعنوان "عشقيات ابن عربي" تقدم أعذب قصائد محي الدين بن عربي وأزهاها، والذي ولد في مرسية في الأندلس العام 1164، وتوفي في دمشق العام 1240. وفي هذه الأبيات ينظر ابن عربي إلى المرأة نظرة عشق مجرد، فيحتفي بها ليحلق في المدى الرحب، تصبح المحبوبة رمزا يجسد بها مشاعر الحب اللانهائي، وتصير أيضا أفقا للحرية والانطلاق في ملكوت الجمال المحسوس الذي ينعتق إلى الأبدية، مخترقا حجب الحقيقة إلى الفردوس البعيد، ثم بعدها تغيب المرأة تغيب وتغيب لتشرق في عواطفه وقلبه، وبها يلتقي الضدان ويتمازج سهيل الشامي بثريا اليمانية في عناق فريد مغر يثير الحواس ويلهب المشاعر، يقول:

مَرضِى منْ مريضة الأجفانِ علِّلاني بذِكْرِهَا عَلِّلاَني
هَفَتِ الوُرقُ بالرّياضِ وناحَتْ، شجوُ هذا الحمامِ مما شجاني
بِأبي طَفْلَة لَعُوبٌ تَهَادَى من بناتِ الخدورِ بين الغَواني
طلعتْ في العيان شمساً، فلمَّا أفلتْ أشرقتْ بأفقِ جناني
يا طُلولاً برامة دارساتٍ، كم رأتْ من كواعبٍ وحِسانِ
بأبي ثمَّ بي غزالٌ ربيبٌ يَرْتَعِي بينَ أضلُعي في أمَانِ
مَا عليه مِنْ نارِها، فهْو نُورٌ، هكذا النورُ مُخمِدُ النِّيرانِ
يا خَلِيلَيّ عَرّجَا بعِناني، لأرى رسمَ دارِها بعِياني
فإذا ما بلغتُما الدارَ حُطّا، وبها صاحبي فليبكياني
وقِفا بي على الطّلولِ قليلاً، نتباكى ، بلْ أبكي ممَّا دهاني
هلْ رأيتمْ، يا سادتي، أو سمعتمْ أنّ ضِدّينِ قَطُّ يَجتمِعَانِ
أيها المُنكِحُ الثريّا سُهيلاً! عَمرَكَ الله كيْفَ يَلْتقِيَانِ
هيَ شاميَّة، إذا ما استهلتْ وسُهَيْلٌ، إذا استهَلّ يَمَانِي

المزيد

الأكثر مشاهدة