13,717 مشاهدة | 17 مارس 2016

من مغازل الحلاج | مذ كنا على عهد الهوى

بصوت د. علي بن تميم

سلسلة جديدة بعنوان "من مغازل الحلاج" تضم مقطوعاته المتحدرة في الحب بحثا عن الحقيقة التي لا تنفك المحاولة من أجل الوصول إليها بلا فائدة إذ الاقتراب منها فناء وغياب، في أبيات من أجمل أبيات حسين بن منصور الحلاج المتوفى في القرن الرابع الهجري، تصبح الأمنية، كل الأمنيات ليست إلا رحلة من أجل الاتصال بالمحبوبة، الروح والروح واحدة، هكذا تضرب الأمثال، كما يذكر الحلاج، بالروحين ، وما أن ترى أحدهما حتى تبصر الثانية، مرآة لا تعكس إلا نفسها على سطحها الصقيل، وحتى يصل المحبوب إلى هذه اللحظة عليه أن يقدم أقصى درجات التضحية، ورغم ذلك فليس عليه أن يزايد أو يتفاخر بما قدم، لأن مهما فعل فليس إلا جهد المقل وتقصير المخل. يقول:

عجبتُ منك ومني يا منية المتمني
أدنيتني منك حتى ظننت أنك أني
وغبت في الوجد حتى أفنيتني بك عني
يا نعمتي في حياتي وراحتي بعد دفني
مالي بغيرك أنس إذ كنت خوفي وأمني
يامن رياض معانيه قد حوت كل فني
وإن تمنيت شيئا فأنت كل التمني
-------
أنا من أهوى, ومن أهوى أنا نحن روحـانِ حللـــنا بدنا
نحن مذ كنا على عهــد الهوى تُضربُ الأمثالُ للناسِ بنا
فإذا أبصرتـــــني أبصرتــــــه و إذا أبصرتَـــهُ أبصرتَنا
أيها الســـــــائلُ عن قصّتنـــا لو ترانا لم تفــــرّق بيننا
روحُهُ روحي و روح رُوحه من رأى روحينِ , حلّت بدَنا

--------
إذا هجرتَ فمن لي؟ ومن يجمّل كلّي؟
ومن لروحي وراحي يا أكثري وأقلّي
ما لي سوى الروح خذها فالروح جهد المقل

المزيد

الأكثر مشاهدة