12,576 مشاهدة | 25 أغسطس 2016

من فرائد أبي نواس | دعوة إبليس

اختيار وإلقاء د. علي بن تميم

انه أبو نواس، الشاعر الفريد الذي لا ند له بين شعراء العرب، يبهر قارئه متنقلاً بين أغراض الشعر المختلفة، من الغزل إلى الخمريات إلى الوصف إلى قصائد التسابيح والزهد.

إنه أبو نواس، الحسن بن هانئ الحكمي الدمشقي، أشهر شعراء العصر العباسي، صاحب البصمة التي لا تضاهي في ديوان العرب، فقيه العشق، ساقي الشعر، المجدّد السبّاق، الماجن الزاهد، قيل عنه: "من طلب الأدب، فلم يروِ شعر أبي نواس فليس بتامّ الأدب".

في هذه السلسلة التي يقدمها 24، يصحبنا صوت الدكتور علي بن تميم مع فرائد أبي نواس، درره الكامنة، نفائس شعره، لآلئ عشقه، ونبدأها مع واحدة من أجمل غزلياته في المغتسلة التي رآها "أجمل ما يكون من النساء".

لما جفاني الحبيبُ وامتنعت
عني الرسالاتُ منه والخبرُ
اشتد شوقي فكاد يقتلني
ذكر حبيبي والهمُ والفكرُ
دعوتُ إبليس ثم قلتُ له
في خلوة والدموع تنهمر
أما ترى كيف قد بليت
وقد أقرح جفني البكاء والسهر
إن أنت لم تُلق لي المودة في
صدر حبيبي وأنت مقتدرُ
لا قلت شعراً ولا سمعتُ غناً
ولا جرى في مفاصلي السكرُ
ولا أزال القرآن أدرسه
أروح في درسِهِ وأبتكر
وألزمُ الصوم والصلاة ولا
أزال دهري بالخير آتمر
فما مضت بعد ذاك ثالثةٌ
حتى أتاني الحبيب يعتذر

****

يا نُواسيُّ تَوَقَّر وتعزى وَتَصَبَّر
إن يكن ساءَكَ دهرُ فبِما سَرَّكَ أَكثَر
يا كَبيرَ الذَنبِ عَفوُ اللَهِ مِن ذَنبِكَ أَكبَر
أَكبَرُ الأَشياءِ في أَصغر عَفوِ اللَهِ أَصغَر
لَيسَ لِلإِنسانِ إِلّا ما قَضى اللَهُ وَقَدَّر
لَيسَ لِلمَخلوقِ تَدبيرٌ بَلِ اللَهُ المُدَبِّر

المزيد

الأكثر مشاهدة