9,632 مشاهدة | 23 ديسمبر 2015

جائزة الشيخ زايد للكتاب في بلاد "بيسوا" والـ "فادو"

24 - خاص 

إلى البلاد البحرية الدافئة بلاد الفادو والشاعر فرناندو بيسوا، حملت جائزة الشيخ زايد للكتاب رسالتها محتفلة هذا العام باللغة البرتغالية ضمن فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى الى جانب اللغة الفرنسية، مع الإنكليزية كلغة دائمة في هذا الفرع.

فلشبونة، الغائبة بالكامل اليوم عن المشهد العالمي وتحديدا السياسي، كانت لقرون مركزاً لواحدة من أكبر الامبراطوريات في التاريخ، لكنه الغياب الذي أبقاها خارج فوضى العولمة القاتل وأعطاها الفرصة لتعيد تقييم تاريخها بهدوء وصناعة حاضرها الثقافي مستفيدة من عراقة ضاربة في التاريخ، وهذا ما نشّط لديها - مؤخراً - البحث بعلاقتها بالثقافات الأخرى التي تأثرت بها، ومنها الثقافة العربية، وبما تركه تاريخياً مرورها على بلاد العرب ومرور العرب عليها (كانت جزء من الأندلس).

فهذه البلاد تعتبر الـ "فادو" روحها الخاصة، ويُعتقد أن لهذه الموسيقى جذور عربية، فكما ورد باللغة البرتغالية، في تقديم هذه الموسيقى، بأنه يعتقد أن "هذا اللون من الغناء يرجع إلى أهازيج العرب الذين استقروا في حي "موراريا" الشعبي بعد استعادة المسيحيين للمدينة. ويذهب المفسرون إلى أن معاني الوجع والحنين التي تحضر كثيرا في أغاني الفادو تعود الى تلك الفترة وتلك الأهازيج".

وكما قال الباحثون، في الأمسية التي جمعت وفد "جائزة الشيخ زايد للكتاب" بالمثقفين في لشبونة منذ أيام، فإن في اللغة البرتغالية المستعملة اليوم آلاف الكلمات المستقاة من العربية، هذا عدا الأثار الثقافية الكثيرة الأخرى.. وهذا ما يعطي لاختيار اللغة البرتغالية في دورة هذا العام، معنى أكبر في ظل عودة البحث الجدي التي تشهدها البرتغال في تاريخها الثقافي. وهذا ما احتفل به "المجلس العربي البرتغالي للتعاون"، فاختار رئيسه د. "مانويل بيشيرا"، أن يرحب بالجائزة من خلال منح أمين عامها د. علي بن تميم، شعار المعهد، وإعلان الجائزة، ومن يعمل بها عضوا شرفيا في هذا المعهد الذي يعمل منذ ثلاثين عاماً على التقريب الثقافي بين البرتغال والعالم العربي، وذلك خلال أمسية ثقافية جمعت عدداً من المثقفين والباحثين البرتغاليين في الثقافة العربية، نظمتها السفارة الإماراتية في البرتغال، التي تلعب سفيرتها الشيخة نجلاء القاسمي دوراً كبيراً في تنشيط هذه العلاقات الثقافية اليوم.

لكن في النهاية اختيار اللغة البرتغالية هذا العام، ليس اختياراً فقط للإصدارات البرتغالية، وإنما للإصدارات المكتوبة باللغة البرتغالية الواسعة الانتشار، التي تعتبر السادسة أو السابعة عالمياً من حيث عدد المتحدثين بها، المقدرين بـ 240 مليون حول العالم. وهي اللغة الثالثة انتشارا في الأمريكتين وخصوصا في البرازيل، والسابعة استخداما في الفضاء الالكتروني والإنترنت.. وهي تختزن ثروة هائلة من الأعمال المتعلقة بالثقافة العربية..

المزيد

الأكثر مشاهدة